مجالات الخدمة الاجتماعية


مجالات الخدمة الاجتماعية
تعريف :
 يعتبر العمل الاجتماعي أحد فروع العلوم الاجتماعية والتي تتضمن بدورها تطبيق النظرية الاجتماعية بالإضافة إلى مناهج البحث الاجتماعي وذلك بهدف دراسة حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات الذي يؤدي بالنتيجة إلى تحسينها. وبناء على هذا فإنه يمكن القول بأن العمل الاجتماعي يرتبط ارتباطًا وثيقًا وأساسيا مع باقي فروع العلوم الاجتماعية الأخرى، ويقف معها لبناء طريق لتحسين الظروف والأحوال الإنسانية. وأيضا من أجل العمل على تغيير استجابة المجتمع – أي مجتمع - للمشكلات المزمنة التي تواجهه، وتمكينه من التعامل معها بصورة إيجابية.
أهداف العمل الاجتماعي:
يهدف العمل الاجتماعي إلى السعي وراء إقرار العدالة الاجتماعية، وكذلك تحسين الظروف الحياتية المادية والمعنوية ودعم كافة السبل والإمكانات التي توفر الرفاهية والرخاء والاستقرار لكل فرد وعائلة وجماعة في المجتمع. كما أن العمل الاجتماعي يسعى جاهدًا في الوقت نفسه إلى إيجاد الطرق للتعامل مع القضايا الاجتماعية الملحة والتوصل لحلول بشأنها وذلك بالنسبة إلى كافة مستويات المجتمع، ويأتي هذا العمل ضمن السعي الجاد لتطوير الوضع الاقتصادي للمجتمع ككل لا سيما بين الفقراء والمرضى والأقل تعليما وحظا وثقافة بين أفراد المجتمع. لابد أن نعرف أن الأفراد الذين يمارسون العمل الاجتماعي والذين يحملون لقب "الأخصائيون الاجتماعيون" بالإضافة إلى المتطوعين الذين يساعدونهم يهتمون بتحديد المشكلات الاجتماعية والبحث عن أسبابها وإيجاد حلول لها ودراسة مدى تأثير هذه المشكلات على أفراد المجتمع ككل، وعلى المعنيين فيها بشكل خاص. ونجد أن العاملين في مجال العمل الاجتماعي يتعاملون بشكل رئيسي مع الأفراد والعائلات والجماعات والمنظمات والمجتمعات. ونرى أن العمل الاجتماعي يرتبط بالتاريخ الإنساني. فعلى الرغم من أن العمل الاجتماعي كان سائدًا في القدم عند المجتمعات الإنسانية، إلا أن بدايته الرئيسية والعميقة باعتباره مهنة تركز على تحقيق أهداف محددة ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي نتيجة للثورة الصناعية، وكان ظهورها استجابة للمشكلات الاجتماعية التي نتجت عن القفزة الحضارية التي عاشها الإنسان في ذلك الوقت والتي سهلت عليه الكثير من سبل الحياة وكانت بداية لظهور مجالات جديدة في حياة الإنسان قادته وتقوده شيئا فشيئا للسيطرة على البيئة من حوله والاستفادة منها لكن كان هناك جانب سلبي إذ ترتب عليها مشاكل اجتماعية كبيرة كان لابد من البحث عن حلول لها. وهنا أصبح عدد المؤسسات التعليمية التي ذهبت إلى تقديم برامج للعمل الاجتماعي في ازدياد. وأصبح تركيز حركة الإصلاح الاجتماعي تبحث عن الحالات وتقوم في دراستها وأصبح هذا الأمر جزءًا من ممارسة العمل الاجتماعي
الخدمة الاجتماعية:
 هناك فرق كبير بين الوقت الذي نعيش فيه والوقت الماضي من جميع المجالات، فهذه الأيام أصبحت أكثر تطوراً من النواحي العمليّة والعلمية، وأخذ العلم بالانتشار والازدياد بشكل كبير مقارنة عما كان عليه في الزمن الماضي، وظهرت الكثير من الجامعات والتخصّصات المتنوعة فيها، ومن هذه التخصصات التي ظهرت حديثاً ولها دور مهم في أيّ مجتمع يسعى إلى حلّ جميع المشاكل التي يتعرّض لها أفراده وهي الخدمة الاجتماعيّة.
تعريف الخدمة الاجتماعية:
 الخدمة الاجتماعية هي عبارة عن مهنة من المهن التي تُعنى بخدمة أفراد المجتمع على حد سواء، وتُعتبر من المهن الإنسانيّة، لأنّها تهتم برعاية شؤون الإنسان ومصالحه، وهي تقوم بشكل أساسي على العمل الاجتماعيّ، والذي يؤدي إلى عمل دراسة شاملة لكافة أفراد المجتمع، وتنمية قدرات وإمكانيات هؤلاء الأفراد، وتشجيع وتنمية مواهبهم وتوجيههم للعمل بالشكل الصحيح وبالطرق الإيجابيّة والفعالة، والتي تعود على الفرد والمجتمع بنتائج إيجابية ومفيدة، ومن أهم ما تقوم به الخدمة الاجتماعيّة حلّ جميع المشكلات التي يتعرّض لها الفرد في حياته، وتجعل منه فرداً له القدرة على مواجهة مثل هذه المشاكل وحلها بأبسط الطرق، فهي وسيلة مهمة من وسائل تقدم وازدهار المجتمع، من خلال جعل الأفراد أعضاء فعالين وبنّائين في هذا المجتمع، والتخلّص من الكثير من المشكلات التي تواجههم، كالفقر والبطالة وغيرها من المشاكل.
المجالات المتنوّعة:
 للخدمة الاجتماعية العديد من المجالات التي تقوم عليها وهي: مجال الأسرة: في هذا القسم تهتمّ الخدمة الاجتماعيّة في الشؤون الخاصّة بالأسرة من جميع النواحي المتعلّقة بها، كحل المشكلات التي تواجهها، كالتفكك الأسري بين أفرادها، والذي يكون له العديد من الأسباب كطلاق الزوجين أو موت أحد الأبوين. المجال الدراسيّ: للخدمة الاجتماعيّة دور كبير وفعّال ومهم في المدارس، وذلك من خلال حلّ المشاكل التي تواجه الطلبة في المجال التعليميّ، وزيادة قدراتهم وتحصيلهم العلميّ، من خلال إعطائهم النصائح والدعم المعنوي لذلك، والكيفيّة الصحية للتعامل بين الطلبة والهيئة التدريسية. مجال الأحداث: يدخل عمل الخدمة الاجتماعيّة في هذا المجال، وذلك من خلال تقديم المساعدة للأشخاص الذين يمارسون السلوكيات الخاطئة في المجتمع، وذلك من خلال تقديم النصح والعلاج الفعال للتخلص من هذه السلوكيات التي تؤدي إلى الانحراف والضياع، والسعي لجعلهم أفراداً ذوي قيمة في مجتمعهم وعناصر فعّالة فيه. المساعدة العامة: وهذا المجال مختصّ بفئات معيّنة في المجتمع، وهي الفقراء والمحتاجين والعاطلين عن العمل، وذلك من خلال تقديم العون والمساعدة لهم، وتوفير الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بهم، وتوفير فرص عمل للقادرين على ذلك. وهذه المجالات وغيرها الكثير، تبرز أهميّة الدور الذي تقوم به الخدمة الاجتماعيّة، وتحقيق جميع الأهداف والأسس التي بُنيت عليها هذه الخدمة، التي أصبحت من الخدمات الأساسيّة في أي مجتمع، والتي لا يمكن الاستغناء عنها بأيّ حال من الأحوال.

التفاعل الاجتماعيّ:
 يمتاز الإنسان بحبّه للحياة الاجتماعيّة والإلتقاء مع الناس، فقد خلقه الله عز وجل على هذه الفطرة ومَن فطرته السليمة أنّه لا يحب الانطواء والانزواء عن الناس، وبذلك تتحقّق الحياة السهلة والسعيدة بين أطراف المجتمع الواحد، فالمجتمع الواحد من مجموعة الأفراد وكلٌ منهم يؤدّي مهام معيّنة لبعضهم البعض، فالله تعالى عندما خلق الناس جعلهم يتفاوتون في القدرات الجسمانيّة والقدرات العقليّة لذلك فإن كل فرد يبدع وينجح في عمل معين وعند تعاون أفراد المجتمع معاً حيث يقدم كل واحد منهم الخدمة التي يبرع فيها الى غيره من أبناء مجتمعه يتحقق التكافل والإكتفاء داخل هذا المجتمع، فعندما يكون لدينا الخباز، والحدّاد، والمعلم، والطبيب، والمهندس، وعامل النظافة، وغيرها يكون لدينا اكتفاء في تحقيق مصالح الناس واحتياجاتهم.
 أهمّيةّ الخدمة الاجتماعيّة:
 لا تقف الخدمات المقدّمة على الخدمات الماديّة فقط وإنّما توجد هناك الخدمات الاجتماعيّة التي تهدف إلى حلّ مشاكل الأفراد، ومحاولة تحقيق الاستقرار لهم، فالمجتمع الذي يوجد فيه تحفيز لتقديم الخدمة الاجتماعيّة هو مجتمع راقٍ ومتحضّر كما أنّها إحدى الأخلاق النبيلة التي يتحلّى بها البعض، وقد تكون الخدمات الاجتماعيّة المقدّمة في المجالات الطبيّة أو المدرسيّة. من فوائد الخدمة الاجتماعيّة حلّ مشاكل الشباب وتوجيههم وإيجاد السبل السليمة لتمضية أوقاتهم، فالشباب هم عماد المجتمعات وعند استغلالهم في المجالات الصحيحة ترتفع فاعليّتهم داخل المجتمع، وتعمل على حمايتهم من الفساد والأخلاق السيئة التي قد تنتج بفعل الفراغ والمشاكل الأسريّة لدى الشاب، وخاصّة في الفترات الأخيرة التي أصبحت المشاكل الاجتماعيّة من أكبر المشاكل التي تهدّد استقرار المجتمعات. يحتاج أيّ عامل منتج في المجتمع إلى جوّ يسوده الأمان والاستقرار من أجل الإبداع فلا استقرار مع انتشار الجريمة والسرقة والإعتداء، كما أنّ الخدمات الاجتماعيّة تقوم بتوعية الأفراد بأهمّيّة العلم والدراسة والعمل وتثقيفهم حول ما يدور حولهم من أعمال، كما أنّها تفتح الباب لدى المحرومين والذين يعانون من مشاكل للتنفيس عن همومهم ومشاكلهم. يُمكن أن تساعد الخدمات الاجتماعيّة صانعي القرار في اتّخاذ القرارات الصحيحة والسليمة، فعندما تقوم بعمل الدراسات الشاملة حول أفراد المجتمع وحاجاتهم ورغباتهم ومستواهم الثقافيّ والاقتصاديّ، فإنّها تستطيع أن تعلم مواطن التقصير، وما هي الطرق الواجب اتّباعها من أجل التخلّص من السلبيّات الموجودة. لقد ازدهرت الخدمات الاجتماعيّة المقدمة في الفترة الأخيرة بسبب الوعي الذي انتشر بين الناس، فأصبحنا نرى الكثير من الحركات الشبابيّة التي تقوم بتقديم خدمات اجتماعيّة مميّزة ومن دون مقابل كما أنّ المجتمعات أصبحت تقدّم كلّ الدعم لمن يطلب القيام بمثل هذه الخدمات، ونظراً لأهمّيّة هذه الخدمات الاجتماعيّة وأهمّيّة غرسها في الشباب فقد أصبحت تدرّس في الجامعات كتخصّص منفصل من أجل زيادة المعرفة بها.
مفهوم الخدمة الاجتماعيّة:
 يتفق الغالبية العظمة من المهتمين في مجال الخدمة الاجتماعيّة، على أنها لازالت تعاني من بعض الغموض في مفاهيمها وفي المصطلحات التي تستخدمها، وهي كمهنة حديثة كسائر العلوم الإنسانيّة التي تواجه غموض في تعريفها، والتي يصعب الوصول إلى تعريف موحد وجامع لها إلا أنها بالمجمل تعرف على أنها مهنة متخصصة ذات علم وفن، أي تعتمد على الأسلوب العلمي في أدائها والمهارة المهنيّة في الممارسة، بهدف مساعدة الناس كأفراد وجماعات أو مجتمعات. إنّ هدف الخدمة الاجتماعيّة كمهنة متخصّصة هو إسعاد الإنسان وتحقيق رفاهيته، وعندما تعجز النظم الاجتماعيّة عن إشباع حاجات الناس تتدخل الخدمة الاجتماعيّة لمساعدة هذه النظم على أداء وظائفها، أمّا بالنسبة للأسلوب فهي تتبع أساليب محدّدة وفعالة لتحقيق أهدافها المنشودة، وتعتمد هذه الأساليب على المهارة، وهي تتطلب استعداداً شخصياً وتدريباً في أثناء الممارسة. للخدمة الاجتماعيّة مجموعة من القيم، تقوم على احترام الإنسان وصيانة كرامته وإنسانيّته، وتحافظ على سريّة المعلومات المتعلقة بالحالة، وضمان حريّة الإنسان في اختيار ما يرضاه لنفسه حسب معتقداته، كما وتؤمن بقدرات الفرد وطاقاته، وتساعد على استثمارها وتوظيفها ليساعد نفسه بنفسه، وتعتمد الخدمة الاجتماعيّة في أدائها لدورها تجاه الفرد أو الجماعة أو المجتمع، وفي إجرائها للبحوث الاجتماعيّة، وتقوم هذه الطريقة على تحديد الحالة أو طبيعة المشكلة، وبناء الفروض المنطقيّة، وجمع البيانات، واستخلاص النتائج. يعدّ العميل محور الخدمة الاجتماعيّة، وقد يكون فرداً أو جماعة أو مجتمعاً، أمّا الأخصائي الاجتماعي قهو الشخص المتخصّص في هذه المهنة أو الذي يمارسها، فهو قد أُعد نظرياً وعمليّاً لممارسة هذه المهنة، ولا يمكن تقديم الخدمة الاجتماعيّة إلّا عن طريق مؤسسة اجتماعيّة يعمل فيها الأخصائي الاجتماعي، فهي تتمتع بالإمكانيات الماديّة والمعنويّة الضروريّة لحلّ مشكلة العميل، ويعدّ العميل محور الخدمة الاجتماعيّة، وقد يكون فرداً أو جماعة أو مجتمعاً، أمّا الأخصائي الاجتماعي فهو الشخص المتخصص في هذه المهنة أو الذي يمارسها.
طرق الخدمة الاجتماعيّة:
-      طريقة خدمة الفرد هي الطريقة الأولى التي ظهرت في الخدمة الاجتماعيّة والطريقة الأم لأنها تتعامل مع الفرد والأسرة، بحيث يوظفها ويستخدمها عدد كبير جداً من الأخصائيين الاجتماعيين العاملين في مختلف مجالات الخدمة الاجتماعيّة، ويعود ظهور هذه الطريقة إلى بداية القرن الحالي وبالتحديد في عام 1917.
-      طريقة خدمة الجماعة هي الطريقة الثانية من طرق الخدمة الاجتماعيّة واالتي تمارس في المؤسسات الاجتماعيّة الإيوائيّة أو النهاريّة، أوالتربويّة والتعليميّة، أو الثقافيّة، والاجتماعيّة، والترويحيّة، وتتضمن هذه الطريقة معلومات عن علاقة الفرد بالجماعة، وأثر الفرد في الجماعة، كما تطلب مجموعة من الصفات والمهارات الشخصيّة التي يجب أن تتوفر في الأخصائي الاجتماعي الممارس.
-      طريقة خدمة المجتمع هي الطريقة الثالثة من طرق الخدمة الاجتماعيّة، تؤمن هذه الطريقة بإحداث التغيير المقصود لتحسين أحوال المجتمعات ورفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي فيها، وتساهم في إحداث التغييرات.
الخدمة الاجتماعية:
 جاءت الخدمة الاجتماعية بناءً على حاجات الإنسان المتنوّعة، والمتكاثرة، كالحاجات الحياتية، والنفسيّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة، والاقتصاديّة، والسياسية، وهذه الحاجات تتفاقم وتزداد مع تطّور، ونموّ الحياة الاجتماعيّة، وبسبب القدرة المحدودة عند الإنسان، وعدم قدرته على إشباع حاجاته بنفسه. جاءت فكرة الخدمة الاجتماعية، التي تحققت بتوفّر جهود، ونشاط مجموعة من الأفراد، الذين نظّموا أنفسهم حسب قواعد، ومعايير اجتماعيّة، وعملوا توظيف جهودهم، واستثمارها في إشباع تلك الحاجات. مع بدايات القرن العشرين، بدأ العمل المهني أكثر تنظيماً، وتأثيراً، وظهر بعده مفهوم البحث العلميّ، والاجتماعيّ، ودراسة الحالة الاجتماعيّة، وبرز مع تلك المفاهيم رواد أثّروا في العمل الاجتماعيّ، ونهضوا به، أمثال: جانا آدامز، وماري ريشموند والتي تُعتبر المُؤسسة الحقيقية لمفهوم الخدمة الاجتماعيّة.
مقوّمات الخدمة الاجتماعيّة:
-      المؤسسة الاجتماعية عرّف عالم الاجتماع الأمريكيّ جورج ليند المؤسسة الاجتماعية على أنها: أنماط سلوكية تمتد من جيل إلى آخر، وتنشأ هذه الأنماط من تكرار تجمعات الأشخاص الذين يتفاعلون مع بعضهم البعض عند استجاباتهم لظروف الحياة المعقدة، والتي يحددون موقعهم منها. أذن فالمؤسسة الاجتماعية هي ليست فقط جهات رسميّة، أو هيئات خاصّة تُقدّم الخدمة الاجتماعيّة للأفراد المحتاجين لها فحسب، إنما هي نمط سلوكي مُعمّم بين المجتمعات، ومتوارث كذلك، وهذا يبرز دورها، وأهميتها البالغة في تعزيز، وإسناد مهمات الخدمة الاجتماعية، وتسهيلها. لقد نشأت المؤسسة الاجتماعيّة، وبدأت كوسيلة اجتماعية تحقق مصالح الأفراد المشتركة، وتجبرهم على الانصياع لظروف المجتمع التقدميّ، والمتطوّر، ليكونوا بذلك أعضاء مثمرين، ومنتجين في شتّى مجالات الحياة.
-     المنتفع تقدم الخدمة الاجتماعية خدماتها إلى شخص واحد يُسمّى المنتفع، أو العميل، أو تُقدّم خدماتها إلى مجموعةٍ من الأشخاص يُطلق عليهم مجتمع الخدمة، ويتلقوّن كافة الخدمات التي تُقدّمها مؤسسات الخدمة الاجتماعية في كافّة المجالات الإنسانيّة، والتي يندرج تحت مظلتها المشردون واللاجئون بفعل الحروب، والاضطهادات السياسيّة، أو الكوارث الطبيعية، والأيتام، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأحداث، والسجناء، والأرامل، والمطلقات، والمسنون، والعجزة، وغيرهم من الفئات التي تعيش تحت وطأة الظلم، والحرمان، والعوز. لقد دأبت الخدمة الاجتماعيّة التعامل مع المنتفع، أو طالب المساعدة كحالةٍ فردية، وسعت إلى حلّ مشكلته بخصوصيّة تامّة، لكي تتمكّن في النهاية من إعادة علاقته بالبيئة التي نشأ فيها، لأنّها بذلك تُحرّضه على أن يكون عنصراً فاعلاً، ومُنتجاً فيها، بعد أن كان ينظر لها وكأنها منفاه، أو سجنه الأكبر، كما تسعى إلى تمكين المجتمعات المنتفعة كذلك من إعادة هيكلة أوضاعها القديمة، واستبدالها بنمطٍ مجتمعيّ جديد، بعيد عن أيّ انتهاكات، أو اضطرابات، أو أيّ نوع من التسلّط، والحرمان من أي جهة كانت.
-      الأخصائي الاجتماعي هو ذلك الشخص المدرّب، والمؤهّل في كافّة مجالات الخدمة الاجتماعيّة، والذي يتواصل بشكلٍ مباشر مع الفئات المُستهدفة لتقديم الدعم النفسيّ، والمعنويّ لها، في مختلف البيئات، والمجتمعات المعنيّة بالخدمة. يجب أن تتوفّر في الأخصائي الاجتماعي مجموعةٌ من المهارات، والقدرات التي تُمكّنه في العمل بالخدمة الاجتماعية، في كافة قطاعاتها، وأن يتحمّل كلّ الظروف، ويتجاوز كلّ المعوّقات التي من الممكن أن تحدّ من وصول الخدمة الاجتماعيّة للفئات المستهدفة، أو تُقلّل منها.